بضائع مقلدة، أين المشكلة؟

المصدر Shutter Stock

نشرت قناة ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) في عام 2008م وثائقي بعنوان نظرة عن كثب: تجارة الظلام (Illicit: The Dark Trade)، يسلط الضوء على التجارة الغير شرعية، يقول الوثائقي أن بعض الخبراء يُقدِّرون أن 10% هي نسبة التجارة الغير شرعية في العالم! يقول النّاشط في مجال السلام العالمي مينكسين بي (Minxin Pei): “هؤلاء الذين يصنعون الحقائب المزيفة في الصين قد لا يكونون مجرمين، لكنهم شاءوا أم أبوا ينشؤون شبكةً سرية من خلالها يمكن لنشاطات أخرى غير مشروعة أن تنمو وتنتشر”.

المزوّر لا يقتصر على مجال الملابس المقلدة بل وضّح الوثائقي أن المُزورين لا أخلاق تحكُمهُم، ففي مدينة بوقوتا في كولومبيا انتشرت صناعة الأدوية المزورة! هذه الأدوية تُصنّع يدويًا عن طريق دمج مواد ببعضها، وبعدها يضيفون الغِراء والشمع للحصول على لمعة لتأخذ شكل الدواء الحقيقي. الطامة الكبرى أن الفحوصات أظهرت أن من بين المكونات التي يستخدمونها حمض البوريك الذي يُستخدم في صناعة المبيدات الحشرية! وأيضًا طلاء الطرقات الأصفر المصنوع من الرصاص للحصول على درجة اللون المطلوبة في بعض العطور!

صناعة الدواء المزيف يدويًا لا تكلف الكثير، فالمُزور يتكفل بشراء المواد الأولية والقوالب التي تصنع فيها الأدوية بالحجم المطلوب ومصابيح لتجفيف الأدوية، وبالطبع أيدي عاملة رخيصة، ومن ثم يقومون بإغراق السوق بكل تلك الأدوية المقلدة.. بحسب الوثائقي فإن عملهم قد يبدو غير مُتقن لكن بإمكانهم إنتاج يدويًا 60,000 حبة دواء في الأسبوع، تباع بقيمة 50,000 دولار أمريكي!

مارك كولويتش (Mark Kolowich) أحد مروجي الأدوية المزورة على الإنترنت يُعتبر مثال على حجم الكارثة التي وصلت إليها التجارة الغير شرعية بالتلاعب في أرواح وصحة الناس. كولويتس أنشأ موقعًا إلكترونيًا لبيع الأدوية المزورة التي كان يجلبها من المكسيك، يخبرنا أنه في أول سنة له في العمل على بيع الأدوية حقق موقعه أكثر من مليون دولار! ومع وجود قرابة 65,000 زبون دائم، عاش كولويتش حياة خيالية لم يكن يحلم بها.

بعد 5 سنوات أنشأ كولويتش شبكة دولية، فكان يشحن الأدوية من الهند لتمر بالمكسيك ثم تصل سان دييغو حيث يقيم، ووصلت أرباحه في تلك الفترة 24 مليون دولار أمريكي. ساهمت التكنلوجيا التي يعتمدها كولويتش في القضاء عليه، ففي أحد الأيام تطعل حاسوب عامل سابق لهذه الشبكة، فأخذ حاسوبه المحمول للصيانة، فعثر التقني في محل الصيانة على بيانات لصفقات مشبوهة مما أدى إلى إدانة كولويتش وشبكته بجريمة الاتجار بأدوية مزورة وأمضى 3 سنوات في السجن.

حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية عام 2019م، قُدرت قيمة الأدوية المزورة قرابة 85 مليار دولار أمريكي.

مبالغ يسيل لها لعاب المتاجرين في السوق السوداء، ويعزز دوافعهم للعمل بشكل أكبر.. لذا، على الناس أن يحذروا من استهلاك أدوية أو مكملات غذائية أو منتجات العناية من المحلات أو المواقع الإلكترونية المشبوهة.

اترك تعليقًا